- [ختام] -

[ختام]
وأختم رسالتي هذه بالشكر لأستاذي العلامة الذي أجلسه الزمان في حيز النسيان، وكان مصداقا لقول صادق أهل البيت عليهم الصلاة والسلام -يصف شيعته- لِمَهزِم :
" شِيعَتُنَا مَنْ لا يَعْدُو صَوْتُهُ سَمْعَهُ، وَ لا شَحْنَاؤُهُ بَدَنَهُ، وَ لا يَمْتَدِحُ بِنَا مُعْلِناً، وَ لا يُجَالِسُ لَنَا عَائِباً، وَ لا يُخَاصِمُ لَنَا قَالِياً، إِنْ لَقِيَ مُؤْمِناً أَكْرَمَهُ وَ إِنْ لَقِيَ جَاهِلًا هَجَرَهُ.
حتى قال: شِيعَتُنَا مَنْ لا يَهِرُّ هَرِيرَ الْكَلْبِ وَ لا يَطْمَعُ طَمَعَ الْغُرَابِ، وَ لا يَسْأَلُ عَدُوَّنَا وَ إِنْ مَاتَ جُوعاً.
 قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ فَأَيْنَ أَطْلُبُ هَؤُلَاءِ ؟
قَالَ: فِي أَطْرَافِ الْأَرْضِ، أُولَئِكَ الْخَفِيضُ عَيْشُهُمْ، الْمُنْتَقِلَةُ دِيَارُهُمْ، إِنْ شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا وَ إِنْ غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، وَ مِنَ الْمَوْتِ لا يَجْزَعُونَ وَ فِي الْقُبُورِ يَتَزَاوَرُونَ، وَ إِنْ لَجَأَ إِلَيْهِمْ ذُو حَاجَةٍ مِنْهُمْ رَحِمُوهُ، لَنْ تَخْتَلِفَ قُلُوبُهُمْ وَ إِنِ اخْتَلَفَ بِهِمُ الدَّارُ".
فقد طلب مني أن أشق الغبار عن مكنوز الأثر، وأن أجدد في الأخبار الفحص والنظر، وأرشدني -دام عزه ومد الله بالبركة عمره، ونحن جلوس في محضره بداره القديمة في قرية (كذا) من قرى البحرين حرسها الله تعالى أبدا، في عامنا هذا وهو 1433 هـ - لعظم ما نحمله من وظائف، وخطر ما يجب تبليغه من رسائل، رغم القطيعة من القريب والبغض من البعيد وتشتت العشيرة وغربة في الوطن، ربط على قلبي بضمانة أهل البيت عليهم السلام -لحفظة الحديث ومبلغي أحكامه- أن نكون معهم في الجنان وأعلى السنام، ولولا كبر سنِّه وذهابُ قوة بدنه لتصدى للبلاغ الأكيد، وقد كفيناه إن شاء الله -على عجالة - ذلك بحمد الله، وإن الهُدى هدى الله يهدي به من يشاء والعاقبة للمتقين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وصلى الله على نبيه سيدنا محمد الأمين وعلى آله الغر الطيبين الطاهرين

وكتبه المستتر بالاسم والسر
خادم الشريعة الغرا
عبد الله البحراني
بلغه الله في دنياه وأخراه الأماني
قرية (كذا) من بلاد البحرين
شوال - 1433 هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق