11- [أثر الزيدية في وضع أخبار زيد]

11- [أثر الزيدية في وضع أخبار زيد]

ومن الملاحظ أن جملة من الأخبار المادحة لزيد فيها أمارات الوضع لائحة، منها:
ما رواه الصدوق في العيون قال:
" حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الدَّقَّاقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ النَّاصِريُّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ رُشَيْدٍ عَنْ عَمِّهِ أَبِي مَعْمَرٍ سَعِيدِ بْنِ خَيْثَمٍ عَنْ أَخِيهِ مَعْمَرٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع فَجَاءَ زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع‏ فَأَخَذَ بِعِضَادَتَيِ الْبَابِ فَقَالَ لَهُ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ع يَا عَمِّ أُعِيذُكَ بِاللَّهِ أَنْ تَكُونَ الْمَصْلُوبَ بِالْكُنَاسَةِ فَقَالَتْ أُمُّ زَيْدٍ وَ اللَّهِ لا يَحْمِلُكَ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ غَيْرُ الْحَسَدِ لِابْنِي فَقَالَ ع يَا لَيْتَهُ حَسَداً يَا لَيْتَهُ حَسَداً ثَلَاثاً حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي ع أَنَّهُ قَالَ يَخْرُجُ مِنْ وُلْدِهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ زَيْدٌ يُقْتَلُ بِالْكُوفَةِ وَ يُصْلَبُ بِالْكُنَاسَةِ يَخْرُجُ مِنْ قَبْرِهِ حِينَ يُنْشَرُ تُفَتَّحُ لِرُوحِهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ يَبْتَهِجُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ، يُجْعَلُ رُوحُهُ فِي حَوْصَلَةِ طَيْرٍ أَخْضَرَ يَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ يَشَاءُ".
أما المتن ففيه أنه تجعل روحه في حوصلة طير أخضر، وهي من عقائد العامة في أرواح المؤمنين، وقد نفاها المعصوم عليه السلام ونزه المؤمنين عن هذا، روى الشيخ في التهذيب عن:
"عَلِيُّ بْنُ مَهْزِيَارَ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ حُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع جَالِساً
فَقَالَ: مَا يَقُولُ النَّاسُ فِي أَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِينَ ؟
قُلْتُ: يَقُولُونَ: تَكُونُ فِي حَوَاصِلِ طُيُورٍ خُضْرٍ فِي قَنَادِيلَ تَحْتَ الْعَرْشِ
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع: سُبْحَانَ اللَّهِ ! الْمُؤْمِنُ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَجْعَلَ رُوحَهُ فِي حَوْصَلَةِ طَائِرٍ أَخْضَرَ، يَا يُونُسُ، الْمُؤْمِنُ إِذَا قَبَضَهُ اللَّهُ تَعَالَى صَيَّرَ رُوحَهُ فِي قَالَبٍ كَقَالَبِهِ فِي الدُّنْيَا، فَيَأْكُلُونَ وَ يَشْرَبُونَ، فَإِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمُ الْقَادِمُ عَرَفُوهُ بِتِلْكَ الصُّورَةِ الَّتِي كَانَتْ فِي الدُّنْيَا".
ولا يرتفع العجب إلا إذا علمت أن راويها قد قال فيه النجاشي:
"سعيد بن خيثم أبو معمر الهلالي:
ضعيف هو و أخوه معمر، رويا عن أبي جعفر و أبي عبد الله عليهما السلام و كانا من دعاة زيد".
وفي خلاصة العلامة في (معمر):
" قال الكشي عن سعد بن عبد الله قال حدثني محمد بن خالد الطيالسي عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن ابن سنان أن معمرا ملعون و أظنه ابن خيثم بالخاء المعجمة و الياء المنقطة تحتها نقطتين و الثاء المنقطة فوقها ثلاث نقط، فإن هذا معمر بن خيثم كان من دعاة زيد".
وغيرها من الموارد في غير كتاب؛ فانظر أبواب أحوال زيد في البحار والعوالم تجدها مملوءة بما انفرد به رواه الزيدية أنفسهم، وهذا المثال السابق كاف لتنبيه أي منصف نبيه.

  ......  يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق